جفت (هدى) دموعها ، وهي ترقد في فراشها ، وتحضن صورة خطيبها (عادل) ودعته منذ ا ساعات هو يستقل الطائرة ، في طريقة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.....
لم تكن تحتمل فكرة فراقهما طيلة شهور ثلاثة ، هي المدة التي سيقضيها (عادل) في عمله هناك...
كانت تحبه...
تحبه بحق...
منذ عرفته ، وهي تذوب حباً فيه ، على الرغم من أنه لم يبح لها بحبه على نحو صريح قط .
طوال عام كامل من خطبتهما ، لم ينطق بكلمة حب واحدة...
كانت ترى هذا الحب في عينيه....
في كلماته...
في لمساته...
كانت تشعر به في كل تعاملاته معها ...
ولكنها لم تسمع منه كلمة حب أبداً...
هكذا هي طبيعته ...
هاديء ، رصين ، خجول ...
ولهذه الصفات تحبه ...
راخت تسترجع لحظات وداعهما ، عندما احتوى كفها بين راحتيه ، واحتضنه بهما في حنان ، ثم
تطلع إلى عينيها طويلاً ، دون أن ينبس ببنت شفة.
ثم ذهب إلى حيث تقبع طائرته ...
وإنطلق ...
حتى في لحظة الوداع لم ينطقها ...
لم ينطق كلمة حب تشتاق لسماعها من شفتيه ...
وأسبلت جفنيها ، وهي تحضن صورته في حب ...
ونامت ...
لم تدر كم نامت ، ولكنها فجأة بضرورة أن تستيقظ ...
وعندما فتحت عينيها ، رأته أمامها ...
(عادل) بنفسه ...
بوجهه الوسيم ونظراته الحانيه ...
كان ينحني نحوها ، وعيناه تحملان نظرة حب و حنان كعادته ...
وكان مبتلاً ....
كانت خصلات شعره ملتصقة بجبينه ، كما لو أنه قد إنتهى من الإستحمام على التو ...
وحاولت أن تبتسم ...
أن تهدف بدهشة لعودته ...
ولكن لسانها كان ثقيلاً ...
وجسدها كان أثقل ...
بدت كما لو أن طناً من الفولاذ يجثم عاى أنفسها ...
ولم تملك سوى التطلع إليه ...
وفتح هو شفتيه ، وقال بصوت عميق :
- أحبك يا (هدى) ...
أختلج قلبها قي قوة ...
لقد نطقها ...
نطقها أخيراً ...
نطق كلمة الحب ...
أغرورقت عيناها بدموع السعادة ، وهي تتطلع إليه ، فاستطرد قي حب وحنان ...
- لا تبكي يا (هدى) ... لا تبكي أبداً ... دموعك تؤلمني ... لا تبكي ...
وفجأة أتفع رنين الهاتف المجاور لفراشها ...
وإختفى (عادل) ...
حدقت أمامها في دهشة ، وأيقنت من أنها كانت تعيش حلماً جميلاً ، وهي تلتقط سماعة الهاتف ،
وتقول في صوت منتاوم :
- من ؟؟؟
أتاها صوت في حزن :
- (هدى) ... لقد سقطت طائرة (عادل) في المحيط ... سقطت وغرق كل ركابها يا (هدى) ....
خيل إليها أن قلبها دمعة هائلة ، إختلفت بين جفنيها ، كما إختفت تلك الصرخة في حلقها ...
سقطت الطائرة ؟؟؟...
غرق كل ركابها ؟؟؟...
وفجأة وقع بصرها على بقعة المياه ، التي تبلل أرضية الحجرة ، إلى جوار فراشها تماماً ...
بالتحديد عند النقطة التي كان يقف فيها (عادل) منذ لحظات ، بخصلات شعره الملتصقه بجبينه ...
وفي بطء ، أعادت (هدى) سماعة الهاتف ...
وبسرعة جفت تلك الدمعة في عينيها ...
إن دموعها تؤلمه ...
هو نفسه أخبرها ذلك ، مع كلمات حبه ...
في لحظة الوداع ...
((( اتمنى ان تنال القصة إعجابكم ....... ومستني ردودكم وأًراُءكم عليها ... ولكم مني جزيل
الشكر ))).....
=== اخوكم المخلص والمحب دائماً لكم /// (حسين محمود الجيوشي) ===
*** HUSSEIN ***
****** وإلى لقاء أخر في قصه جديدة*******