هي مشكلة المشاكل ، في حياتي كلها ....
فهي صديقتها ....
صديقة زوجتي ....
وهذه المشكلة لم تبدأ بعد زواجنا ، إنما قبل هذا بكثير ، فهي صديقة زوجتي منذ طفواتها وصباهما ....
وهي = كالمعتاد = نديمة أحلامها ، وكاتمة أسرارها ....
وهذا هو المزعج في الأمر ....
فنتذ خطبتنا ، لاحظت أن زوجتي ( خطيبتي اًنذاك ) شديدة التعلق بصديقتها ( كوثر ) ، وأنهما تتزاوران أكثر مما ينبغي = من وجهة نظري = ولكنني لم أولٍ هذا الأمر إهتماماً كبيراً في أيام
الخطوبة ، لأن ظروف عملي لم تكن تسمح لي إلا بأوقات قليلة ، أقضيها مع خطيبتي أسبوعياً ، وكان من المستحيل بالطبع أن نقضي هذه الأوقات القليلة في مناقشة أمر كهذا ، إذ كان لا يكاد يكفينا
لنختلس سويعات من الحديث الهامس العاشق ....
ولكن ، وفي المرات القليلة التي ألتقيت فيها ب( كوثر ) ، في أثناء فترة الخطوبة ، لاحظت أمراً لم يرق لي أبداً ....
لا حظت أن ( كوثر ) تعرف عني كل شيء تقريباً ....
أو بمعنى أدق ، تعرف كل ما أرويه ل( فاتن ) = خطيبتي = عن تفسي ....
وكان هذا يعني أن ( فاتن ) تروي ل( كوثر ) كل شيء ....
حتى ما أرويه لها ....
وكان هذا بالطبع يضايقني كثيراً ، بل ويشعرني أحيانا بالحرج والحنق ، وبأنني أشبه بشخص خاضع لمراقبة دقيقة ، فلا يملك حتى الإحتفاظ بلحظات شخصية وخاصة به هو وحده دون سائر
البشر ....
ولكنني = للأسف = لم أعترض على ذلك حينذاك ربما لضيق الوقت وكثرة ترتيبات الزواج ربما ....
وتزوجنا ...
تزوجت ( فاتن ) ، وأنا أعلم أنني في الواقع قد تزوجتهما معاً ....
أو فقدتهما معاً ....
فمنذ أول صباح لنا ، لعنت ذلك الهاتف ، الذي ظلتا تتبادلان الحديث عبره لساعات طوال قبل ان أقنع ( فاتن ) بضرورة إنهاء المحادثة ، لمنح باقي المهنئين فرصة التصال بنا ....
وبعد أشهر قليلة ، بدأت المحادثات تتوالى وبدأت تأخذ طابعاً مختلفاً ....
طابع الهمس واللمذ ....
كانت ( كوثر ) تزورنا كثيراً بمعدل لا يقل عن مرتين يومياً ، وعلى الرغم من هذا ، فقد كانت تتحدث مع ( فاتن ) لساعة ونصف يومياً على الأقل ، عبر أسلاك الهاتف ....
وفور ظهوري ، كان حديثهما يتحول إلى الهمس الحذر ، وكأنني ضيف غير مرغوب فيه ، أو عدو شرير ، لا ينبغي له معرفة ما يدور بين الأصدقاء ....
وكنت واثقاً من أن ( فاتن ) تفعل نفس ما كانت تفعله ، أيام خطبتنا ....
كانت تروي لها أسرارنا .....
وهنا شعرت بخطورة هذه الصداقة ، وبضرورة العنل على إنهائها بأي ثمن ....
ولكن كيف ؟؟؟
هذا هو السؤال ....؟
في البداية لجأت إلى الأسلةب البسيط ، وصارحت ( فاتن ) بكل ما يضايقني ، بشأن علاقتها ب( كوثر ) ، وطالبتها بتخفيف صداقتها بها ، ولكنني فوجئت ب(فاتن 9 تواجهني في عدوانية عجيبة ، وهي تقول :
= ولماذا لا تقطع أنت علاقاتك بأصدقائك ؟
قلت في دهشة :
= وما شأن أصدقائي بالأمر ؟ .... إن صداقتي بهم لم تمس يوماً حياتنا الزوجية .... إنك حتى لا تعرفينهم ، وهم غير معتادين على زيارتنا.
قالت في صرامة :
= هذا شأنهم ، أما صداقتي أنا ب( كوثر ) ، فهي صداقة متينة ، لا تنفصم أبداً ....
هتفت في غضب :
= ولكن ليس من حقك نقل أسرارنا إليها .
قالت في خدة :
= لا تلق الإتهامات جزافاً ....ألديك دليل على ما تقول ؟
أجبتها في مرارة :
= لسنا هنا في محاكمة ، لتطالبيني بالدليل .
صاحت قائلةً :
= ولسنا هنا في سجن ، لتطلب مني قطع علاقتي بأفضل صديقة لدي ....
وأدركت أن هذه الوسيلة فاشلة تماماً ن وان ( فاتن ) لن تقطع علاقتها ب( كوثر ) أبداً إكراما ً لي .....
وكان علي أن اجد وسيلة اخرى ....
وبدات في معاملة (كوثر ) بشيء من البرود والتجاهل ، عسى أن تشعر أنها ضيف غي مرغوب فيه ، فتكف عن زيارتنا .....
ولكن ( كوثر ) لم تنقطع أبداً عن زيارتنا ....
كل ما حدث هو أن زوجتي أصبحت تستقبلها عند الباب ، وتنتقل معها مباشرةً إللى حجرة الصالون ، وهناك تنهمكان في حديث هامس ، من المؤكد أنني واسلوبي محوره الأول .....
وبدأت ( فاتن ) تعاملني في جفاء مماثل ، وكأنها تنتقم لصديقتها مني ....
وأدركت أن هذا الأسلوب أيضاً قد فشل ....
وأخذت أبحث عن أسلوب أخر ....
وفجأة قفزت تلك الفكرة إلى رأسي ....
وكانت فكرة جهنمية بحق ...
وعبقرية .....
وفي أول زيارة ل( كوثر ) ، كنت مستعداً تماماً ، فإرتديت أفخر ثيابي وأكثرها أناقة ، وحلقت ذقني في عناية ، وصففت شعري جيداً ، وأضفت لمسة من عطر رجالي فاخر ، ثم أسرعت أسابق زوجتي ، وأستقبل ( كوثر ) بإبتسامة عريضة ....
وفي ذلك اليوم كانت دهشتها كبيرة = ( كوثر ) و ( فاتن ) = عندما بالغت في الإحتفاء ب( كوثر ) ، وتبادلت معها حديثاً ودياً باسماً ، وتصورت زوجتي أن هذه هي طريقتي في الإعتذار ، عن معاملاتي الجافة السابقة مع صديقة عمرها .....
ولكنها لم تفهم ما أعتزمه .....
لقد كانت هذه هي البداية .....
مجرد البداية .....
وفي الأيام التالية رحت ألعب دور العاشق الولهان ، فأعود في كل يوم إلى المنزل ، ومعي زهرة حمراء ، وشريط من شرائط أغاني ( عبد الحليم حافظ ) ، وأظل طيلة الوقت استمع إلى الأغاني في هيام ، وأنا أرفع الزهرة إلى أنفي كل دقيقة .....
ورحت أسأل في لهفة عن مواعيد زيارات ( كوثر ) ، وأحرص على استقبالها بكل أناقة ، بل إحضار بعض الحلوى الأنيقة اللذيذة ، كلما حضرت لزيارتنا .....
وبعد أسبوع واحد ، ألقيت طعماً جديداً عندما خاطبت زوجتي باسم ( كوثر ) ، وأنا أتظاهر بالشرود .....
وبدأت زوجتي تضيق بزيارات ( كوثر ) ، بعد أن كانت تنتظرها في لهفة ، في حين ضاعفت أنا من تظاهري باللهفة لتلك الزيارات ، ومن حفاوتي الزائدة ب( كوثر ) ، عند قدومها ....
ولأول مرة منذ حديثهما ، بدأت بعض المشاحنات البسيطة تنشأ بين ( فاتن ) و ( كوثر ) ، وفي كل مرة كنت أقف إلى جوار ( كوثر ) في حماس ، حتى لم تعد زوجتي تطيق زيارات ( كوثر ) ، أو حتى سماع اسمها ....
ثم كانت المشاجرة الكبرى بينهما .....
وبعدها انقطعت ( كوثر ) عن زيارتنا تماماً .....
ومنذ ذلك اليوم ، أصبحت ( فاتن ) تثور ، كلما سألتها عن ( كوثر ) ، وعن سر غيابها الطويل .....
وأدركت أنني قد توصلت إلى ما أبتغيه ، باستخدام أقوى سلاح ضد المرأة ......
الغيرة .....
تلك الغيرة التي جعلت زوجتي تخسر صداقة عمر بأكمله .....
والتي جعلتني أربح سعادتي وإرتياحي في منزلي ، دون ندخل منها ......
من صديقتها .
********************************************
أتمنى أن تشاركوني بأرائكم ومقترحاتكم = التي أنا في إنتظارها = على تلك القصه وفي كل القصص التي سأكتبها في المرات القادمة إن شاء الله .....
اخوكم المحب والمخلص دائماً /// HUSSEIN
