بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لدي مشكلة وهي ترافقني منذ سنين ولا أستطيع التخلص منها، وهي أني أشعر دائما بالخوف من مواجهة أي شيء وحتى مواجهة بعض أصدقائي فإنه يكون لدي خوف وتردد من مواجهته.
وإذا وقفت أو جلست مع بعض الأصدقاء أحس وكأني غريب بينهم أو أقل منهم شأنا، ومع ذلك فلا أستطيع أن أشاركهم في الحوار وإني أحس بضيق من هذه الحالة، وأراها تزداد مع مرور الأيام.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/محمود حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أنت وبفضل الله تعالى تبلغ الآن 22 سنة من العمر، وهذا هو عمر الإقدام والقوة والشجاعة.
لا أقول أنك تُعاني من أي نوعٍ من الجبن، ولكن مما لا شك فيه أنك تُعاني من عدم الثقة بالنفس أو عدم الثقة بالذات؛ لأنك ربما تكون تراقب نفسك بصورةٍ سلبية ومكثفة.
أرجو ومن هذه اللحظة أن تُعيد تقييم نفسك، وأن تكون أكثر إيجابية، وأن تغير من تفكيرك بصورةٍ كاملة، وأن تنظر إلى نفسك دائماً أنك لا تقل عن الآخرين بأي حالٍ من الأحوال، ولا ينقصك أي شيء.
عليك أن تبني هذا الشعور في نفسك وبصورةٍ متكررة.
هذا إن شاء الله سوف يُساعدك دائماً .
كما أني أنصحك، وهو أنك حين تلتقي بالناس وتُخاطبهم عليك أن ترفع من مهاراتك الاجتماعية، ومن أبسط الأشياء وأنفعها في ذات الوقت أن تنظر إلى الناس في وجوههم حين تتحدث إليهم، وأن لا تستعمل اللغة الحركة كاستعمال اليدين مثلاً في التخاطب، كما أنه سيكون من المفيد جداً أن تحضر دائماً بعض المواضيع، حتى وإن كانت في أمورٍ عامة في الحياة، قبل أن تلاقي من تريد أن تلاقيهم، واجعل نفسك البادئ بالحوار، ولا تكن مستمعاً دائماً .
سيكون أيضاً من الأفيد لك أن تتناول أحد الأدوية التي تستعمل لعلاج مثل هذه المواقف وضعف الثقة بالنفس.
والدواء الذي أنصحك باستعماله يُعرف باسم زيروكسات، أرجو أن تبدأ تناوله بجرعة 10 مليجرام ليلاً، أي نصف حبة، ويفضل أن يؤخذ بعد الأكل، ثم بعد مرور أسبوعين على هذه الجرعة ارفعها إلى حبةٍ كاملة، واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى نصف حبة لمدة أسبوعين، ثم إلى نصف حبة كل يومين لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عنها.
سيكون أيضاً من المفيد لك جداً أن تمارس بعض النشاطات التي تُساعد بصورةٍ غير مباشرة على اختفاء الخوف الاجتماعي، وعدم القدرة على الاختلاط بالآخرين، ومن هذه النشاطات ممارسة الرياضة الجماعية مثل كرة القدم مثلاً، وكذلك حضور حلقات التلاوة والمشاركة فيها، والاستماع والجلوس مع الإخوة الأفاضل، فهذه تؤدي إلى درجةٍ كبيرة من التفاعل الاجتماعي دون الشعور بأي نوعٍ من الرهبة أو الخوف بإذن الله تعالى، وإن شاء الله سوف تجد السند والمساعدة بمن حولك.
أخيراً: أرجو أن تكون أكثر ثقة في نفسك، فأنت والحمد لله في مقتبل العمر، وهذا هو عمر الشباب، وعمر القوة والثبات بإذن الله.
والله الموفق.